مقدمة: في هذه الاونة التي تناضل فيها المرأة لتنال حقوقها وجدت ان قصة هذه البطلة، جان دارك من القصص الملهمة للانسانية. قصة جان دارك ملهمة الى مدى بعيد، فتلك الفتاة الغير متعلمة كانت قادرة على إحداث هذا التأثير المذهل فى تاريخ القرون الوسطى لبلدين كبيرين مثل فرنسا وإنجلترا ، وبصفة أكثر تحديدًا على نتيجة حرب المائة عام الشهيرة بين البلدين. لقد شقت طريقا لتاخذ المراة مكانتها في هذا البلد الكبير فرنسا حتى اﻻن، فوجدنا منصب وزيرة الدفاع تتقلده المراة في كثير من الاوقات.
وكما هو الحال مع العديد من الروايات التاريخية التي تدور حول هذه الفترة في أوروبا ، يلعب الدين دورًا مهمًا في التفاصيل والصراع السياسي. في حالة قصة جان دارك ، يمكن لهذا الصراع أن يصف بصورة واضحة كيف تورط بعض القساوسة الكاثوليك الفرنسيين ، في مؤامرة فاسدة مع النبلاء الإنجليز ، في تقرير مصير جان دارك المأساوي. لقد استخدمت الكنيسة من قبل السياسيين انذاك كوسيلة للتخلص من جان وتقديمها ككبش فداء لعقد صفقة مشبوهة مع اﻻنجليز. لم تكن الكنيسة قادرة على سلب حياة جان دارك فحسب، بل أفسدت اسمها اذ اعلنت أنها عابدة للوثن، مهرطقة ، ساحرة ، مرسلة من الشيطان. واستمر ذلك لمدة 500 عاما حين عادت فاعلنتها قديسة.
من اعظم الروايات التي الفها الكاتب اﻻمريكي الشهير مارك توين – بشهادته هو نفسه- هي هذه الرواية (مذكرات جان دارك). وعلى سبيل المثال نقرا المقطع التالي:
“بدا أن الملك متردد – في الواقع ، تردد ؛ لأنه مد يده ﻻعلى ثم توقف وأصابعه تكاد تمسك بالتاج. لكن هذا كان للحظة فقط – وعلى الرغم من أن اللحظة بدت دهرا اذ توقف نبض قلب عشرين ألف شخص داخل الكاتدرائية وجعلوا يلتقطون أنفاسهم. نعم ، لحظة فقط. ثم لفت نظره جان وقد ارتسم في وجهها بهجة روحية عظيمة ؛ فابتسم ، وأخذ تاج فرنسا في يده، ورفعه بوقار ووضعه على رأسه”.
وسوف اضع امام القارئ العزيز مشهدين صغيرين من الفيلم الذي يحكي سيرتها.
مشهد 1:
ابتسم الكاهن بسخرية وقال وهو يحدق في الملك: جان دارك، لم يكن لديها فكرة انها وضعت وحشا مثلك على العرش!
قال تشارل بحدة: ماذا تقصد؟ اتجروء ان تصف الجالس على العرش بهذه الصفة؟
بصوت اجش قال بصرامة: هذه اخر كلماتي لجلالتك كمشير روحي. وانظر ها ان السماء ترعد في الخارج كما لو كانت تحذرك مما تنتويه!
*+*
مشهد 2:
تضع ايزابيلا صحن الطعام امام جان وهي تقول بابتسامة بها مسحة من اﻻنكسار وكانها تعتذر ﻻبنتها:
-انها وجبة بسيطة ولكنك لن تجدي الذ منها ﻻنها صنعت من القلب.
ينتهرها انطوان: ايزابيلا، من فضلك توقفي عن تقديم اﻻعذار عن طريقة عيشنا! فما نحن بفقراء ان كنا اغنياء بالروح ولدينا ابنة مثل جان.
تبتسم وتمسد شعر ابنتها وتقول: بالطبع زوجي العزيز. لقد باركنا الرب بابنة جميلة وقوية. يتهافت لخطبتها الرجال ويتغني بشجاعتها الملك.
**
روابط ذات صلة : فيلم: جان دارك
افضل مقاطع فيديو 